تعجبُني دائما تلك العبارةُ لأحد الحكماء لما قال: (إن الخط الذي يقسم حبة القمح يدل على أن نصفها لك ونصفها لأخيك).
وقول عبد الله علوان: (الرفقاء الصالحون نسلم أنهم قلة، ولكن هذه القلة متوفرة في كل مكان).
ولكم أحبُّ هذا الموضوعَ وأهوى القراءة فيه، وسؤال الناس عن صحبتهم؛ لسبب يسير، وهو أنني لم أحظَ إلى الآن بصحبة حقيقية، أو أنني حظيت بها ولكنني لم أشكر الله على هذه النعمة حق الشكر، ولم أمسك بها بكلتا يدي وبقوة، وأدعو الله أن يمنَّ علي بصحبة تعينني على طاعته، وتزجرني عن معصيته، وتذكرني بتعاهد القرآن الذي يحتاج –برأيي- فقط إلى صحبة حقيقية وصالحة.
وأحببت في هذا المقال أن أريكم قليلاً مما أقرأ في موضوع الصداقة، وأتمنى من الله أن يستفيد منها كل قارئ. وهي منقولة من عددين من مجلة (تحت العشرين) العدد: 33 و60..
قواعد اختيار الصديق المقرب:
وإذا أردت أن تعرف ما إذا كانت صداقتك حقيقية أو لا فاسأل نفسك هذه الأسئلة:
1- هل صداقتك حقيقية؟
2- هل يفهمني صديقي جيداً؟
3- هل يكون أول من يقف بجواري وقت الأزمات، ولا تقتصر علاقتنا على تبادل الأحاديث العابرة فقط؟
4- هل يستطيع التأثير في قراراتي واتجاهاتي، وهل تغيرت شخصيتي إلى الأفضل بفضله؟
إذا كانت معظم إجاباتك بـ(نعم) فإن صداقتك بالفعل صداقة حقيقية.
وأما إذا كانت بـ(لا)، فعليك الانتظار حتى تقابل إنساناً يصلح لأن يكون صديقك.
وعليك دائماً تذكر المواقف التالية:
1. الصداقة بقوتها:
الأصدقاء القدامى ليسوا دائماً الأفضل؛ فكثير من الصداقات الجديدة يمكن أن تحل محلها، فالصداقة ليست بتاريخ بدايتها ولا بعمرها، لكنها بقوتها ومدى تأثير كل من الطرفين فيها.
2. صداقة قديمة:
الناس يتغيرون، ولكنهم ينسون أن يخبرونا بذلك؛ فإذا كان لك صديق مقرب ثم شعرت أنه بدأ في الابتعاد عنك، فلا شك أن ظروفكما قد اختلفت؛ إما بسبب تغير ميل كل منكما، وإما بسبب تغير اهتمامات كل منكما، وهذا ليس نهاية العالم، فاحرص على دوام الاتصال بينكما، فمهما حدث سيظل له في نفسك ذكريات صداقة حميمة.
3. الاختيار الحر:
الاختيار الحر السليم أهم ما في الصداقة، فإذا كان أقرباؤك مفروضين عليك بحكم صلة الدم، فإن الإنسان الوحيد الذي تستطيع اختياره بحرية هو صديقك.
4. الشخص المناسب:الصداقة تجربة فريدة، فلنعشها بتأنّ وعلى أساس حسن الاختيار ولا نفتح حياتنا لأي إنسان بسهولة.
وخذوا هذه القواعد الخمسة التي يمكن من خلالها إحياء صداقتكم وإعادتها رصيداً لكم لظروف الزمن القادم:وهي:
1- السؤال عن صديقك:
فالسؤال عن الأصدقاء لا يحتاج لانتظار مناسبة خاصة.. فتش في أوراقك.. وإذا وجدت رقم هاتفه فلا تتردد في الاتصال به مباشرة، وإلا فاسأل عنه جميع من يمكن أن يدلك عليه أو حتى اللجوء لدليل الهاتف.. ولا شك أنك ستصل في النهاية..
2- المراسلة نصف اللقاء:
إن وجود صديقك خارج نطاق مدرستك أو خارج البلاد لا يعني انقطاع صلتك به.. والمراسلة الآن ميسرة إما بالبريد العادي أو بالبريد الإلكتروني، ففتش عن عنوانه وابدأ على الفور وتيقن أنه لن يصدك.. فمن يجرب الغربة يقدر قيمة العلاقات الحميمة والمشاعر الصادقة.
3- لا تتنازل عن اللقاء:
فمهما كان هذا اللقاء بعيداً فلا تتنازل عنه.. ادع صديقك لزيارتك.. أو اذهب لزيارته دون تردد بعد استئذانه.. وإذا كان في الخارج فاستغل أول إجازة له لتقابله، أو اذهب إليه إذا سافرتَ إلى البلد الذي يقيم فيه.. وتأكد أن حرصك على لقائه سيجعله مشغوفاً أكثر.
4- أحيِ ذكريات الماضي:
فالذكرى الجميلة تظل دائماً الأساس المتين الذي تعلو فوقه علاقات اليوم.. واجعل من نفسك حلقة الوصل بين صديقك وذكرياته بأحاديثك والسلامات التي تهديها إليه من أصدقاء أُخر أو مدرِّسين كانت لهم ذكرى طيبة في أنفسكما..
5- تذكر الهدية:
فهي رسول المحبة.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا"، ولا يشترط أن تكون هدية ثمينة.. فبعض الكلمات الجميلة في إطار أنيق قد تفعل أكثر من هدية تتكلف الكثير من النقود..
أسأل الله أن يرزق كل قارئ صاحباً حقيقياً...