لا تصحبن الأحمقا المائلا الشمقمقا
عدو سوء عاقل ولا صديق جاهل
إن اصطحاب المائق من أعظم البوائق
فانه لحمقه وخبطه في عمقه
يحب جهلا فعله وأن تكون مثله
يستحسن القبيحا ويبغض النصيحا
بيانه فهاهة وحلمه سفاهة
وربما تمطى فكشف المغطى
لا يحفظ الأسرارا ولا يخاف عارا
يعجب من غير عجب يغضب من غير غضب
كثيره وجيز ليس له تميز
وربما إذا نظر أراد نفعا فأضر
كفعل ذاك الدب بخله المحب
حكاية الدب
روى أولو الأخبار عن رجل سيار
أبصر في صحراء فسيحة الأرجاء
دبا عظيما موثقا في سرحة معلقا
يعوي عواء الكلب من شدة وكرب
فأدركته الشفقة عليه حتى أطلقه
وحله من قيده لأمنه من كيده
ونام تحت الشجرة منام من قد أضجره
طول الطريق والسفر فنام من فرط الضجر
فجاء ذاك الدب عن وجهه يذب
فقال هذا الخل جفاه لا يحل
أنقذني من اسري وفك قيد عسري
فحقه أن ارصده من كل سوء قصده
فأقبلت ذبابة ترن كالربابة
فوقعت لحينه على شفار عينه
فجاش غيظ الدب وقال لا وربي
لا ادع الذبابا يسيمه عذابا
فأسرع الدبيبا لصخرة قريبا
فقلها واقبلا يسعى إليه عجلا
حتى إذا حاذاه صك بها محذاه
ليقتل الذبابة قتلا بلا إرابه
فرض منه الراسا وفرق الأضراسا
واهلك الخليلا بفعله الجميلا
فهذه الرواية تنهى عن الغواية
في طلب الصداقة عند أولى الحماقة
إذ كان فعل الدب هذا لفرط الحب
وجاء في الصحيح نقلا عن المسيح
عالجت كل أكمه وأبرص مشوه
لكنني لم أطق قط علاج الأحمق