أكد المستشار القضائي بوزارة العدل، أمين عام البحوث العلمية عضو اتحاد المؤرخين العرب، رئيس الجمعية النفسية لمجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط الشيخ صالح بن سعد اللحيدان، أن كثرة شكاوى أصحاب العمائر ضد جيرانهم لعدم تمكن بعضهم من تسديد الإيجارات ظاهرة اجتماعية خطيرة ومخالفة للشريعة الإسلامية.
وأضاف لـ"الوطن" أن هذه الظاهرة تلقى تساهلا من القضاء والمحاكم، مشيرا إلى أن الواجب على القضاء تطبيق الشريعة الإسلامية لقوله تعالى (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) بحيث يعطي المستأجر فرصة للتسديد، وعدم الحكم عليه بالدفع في حالة تأكد للقاضي عدم مقدرته على ذلك.
وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى حتى سابع جار، مشيرا إلى أن الجيران أربعة أقسام، الأول هو الجار القريب المسلم ثم الجار المسلم والجار المسلم الصديق وأخيرا الجار الكتابي وأن مفهوم الجيران يمتد إلى 40 منزلا على جميع الجهات فإذا كان الجار صاحب مشاكل ويصدر منه أذى يجب على جيرانه نصحه وبذل المعروف معه وفي حالة عدم التزامه وتسببه في أذى الجيران هنا يمكن أن تجوز شكوى الجار لجاره.
وقال اللحيدان "أما وأن الجار لم يصدر منه أذى وأن هناك أسبابا لتعثره في تسديد الإيجار، فلا يجوز لصاحب العمارة تقديم شكوى ضده أو إخراجه لهذا السبب، وعليه أن يعطيه فرصة للتسديد أو تحديد وقت زمني للتسديد وعدم اللجوء إلى الجهات الرسمية ويجب على القضاة في المحاكم في هذه الحالة إلزام صاحب المبنى بالتأجيل والصبر على الجار حتى يتمكن من تسديد المستحقات عليه".
من جانبه، قال مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور علي الحناكي إن طغيان الماديات على المجتمع أدى إلى فجوة كبيرة بين أفراده وليس بين الجيران فقط بل بين الأسرة الواحدة لافتا إلى أن كثيرا من المشاكل التي برزت على الساحة بين أسر كبار التجار بسبب الماديات. وأضاف أنه من المؤسف جدا أن الجار لا يعرف عن جاره شيئا، وعلى سبيل المثال تجد بالقرب منك جيراناً أحدهم لديه عزاء والآخر لديه فرح في آن واحد ولا تعلم عنهما شيئا".
وذكر أن هناك بعض الناس تسببوا في حدوث مثل هذه المشاكل وعدم احترام الجار فعندما تقوم بتأجير شقة أو فيلا وتجد أن المستأجر يرفض التسديد، وتكتشف بعد ذلك أن هذا المستأجر لديه عدد من الخدم ومع ذلك يرفض تسديد مستحقاتك، ففي هذا الوضع أصبح صاحب الملك لا ينظر إلى المستأجر لديه على أنه جار حتى وإن كان الباب في الباب وهذه الظاهرة خطيرة جدا.
من جانبه، قال نائب رئيس مراكز الأحياء بجدة لافي البلوي إن مراكز الأحياء لا تتدخل في المشاكل المادية بين الجيران إلا إذا طلب أحدهم التدخل وهناك لجنة إصلاح ذات البين تتدخل في حل المشاكل الاجتماعية بين السكان.
أما بالنسبة للماديات وما يتعلق بدفع إيجارات المسكن فيؤكد البلوي أن هناك جهات معنية في الإمارة والشرطة تتولى مثل هذه الأمور وفي حالة عدم تمكنها يتم إحالتها إلى المحاكم.